الأربعاء، ١٧ صفر ١٤٢٨ هـ



تتسلسل أشعه الشمس خلسة من خلف الستارة لتشاكس عينيها لتستيقظ بعدها بغنج تداعب السرير فعندما قامت لتفت إلى جانبها تلمس مكانه الخاوي (( هذا صباح جديد ومكانه يخلو منه من جديد )) فتقوم من السرير خائبة تكسر نعاسها بشرب قهوة امتزجت رائحتها بعبق الذاكرة

فأغمضت عينيها لتشرد روحها إلى مكان اللقاء الأولعندما كانت طالبة جامعية في باريس تتسكع بأزقتها بأوقات الفراغ

عندما ينال منها التعب والإرهاق لتلقي برحالها في أحدى المقاهي العتيقة المفتخرة بتميزها بإعداد القهوة بخلطاتها السرية والتي تحمل سرها أجيال .. تلقي بأوراقها على الطاولة فتدير آلة التسجيل لتدون صوتيا يومياتها كأنها تريد أن تمسك كافة تفاصيل حياتها من الهروب من الذاكرة يأتي النادل بلباقة الفرنسيون و يملك من حسن الطله مثل نجوم السينما طلبت أحدى وصفاتهم الخاصة التي عشقت طعمها وارتبط مذاقها بتراب هذي المنطقة لطالما كرهت تسجيل يومياتها بالكتابة تعجز عن مسك القلم و تخاف من صفاء الورقة فأحببت أن يتم رسخ

ذكرياتها و حياتها في جزء من هذي الحياة في أشرطة كاسيت تحفظ بصناديق تصنف حسب السنين وبذلك تصبح حياتها مجموعه أشرطة .. أغلقت جهاز التسجيل و مسكت بكتاب تقرا به حتى وجدت كوب القهوة يهبط على طاولتها شكرت النادل بالفرنسية وجلست تكمل قراءتها لتسكن في خيال الكاتب بشغف حتى دخل مع الهواء التي تتنفسه عبق رائحة جميله يرفع رأسها بكل نعومة تبحث صاحبه تلتفت حولها فوجده برجل يملك ملامح شرقية يجلس بأحدى الطاولات القريبة منها وأمامه الجريدة ضاعت عينتها بتقاطيع وجه لعلها تحظى بنظره راقبت تقلب الجريدة بيده (( لما هذا الغريب حظا باهتمامي لما شد انتباهي .. لطالما وجدت رجال شرقيين في هذي المدينة ماسر هذا الغريب )) أشاحت بوجهها للكتاب لتجد طيفه على صفحاته أسرعت برمي الكتاب و شرب القهوة التي ألهى مذاقها الحلو اهتمامها لذلك

الغريب لم تنزل الكوب إلا بعد الرشفة الأخيرة فتعود بناظرها إليها فتجد النادل

مكانه يمسح الطاولة عن بقايا السكر المرمية ولم يبقى من ذكراه إلا تلك الجريدة اتجهت إليها وأخذتها لتقلب بصفحاتها لم يقطع إلا

(( bonjour ))

((pardon ألتفت مسرعه إلى صاحبة الصوت لتجد الغريب فترد عليه (( أنا آسفة ااه

فرد عليها (( الأخت عربية ؟؟)) فقالت (( نعم أني عربية )) .. فقال (( لقد شعرت بسحر الليالي الشرقية بعينك أني ادعوك لشرب القهوة معي .)) نظرت إلية بذهول فهي لم تقبل دعوة غريب لشرب قهوة من قبل .. (( أعذري تسرعي فلقد عشت هنا أمدا طويلا وأخذت من الفرنسيون طريقتهم ونسيت طبائع العرب

( لا أستطيع قبول هذي الدعوة .. أني مشغولة ) فتحمل أغراضها و تعيد الجريدة إليه ليوقف مشيها صوته من جديد ( لو سمحتي .. إذا سمحت لك الظروف في يوما ما أن أقابلك فسوف تجديني على هذا الرقم ) فتقرا البطاقة المحامي خالد .. ليكون قولها التالي ( أنت محامي ..؟؟ ) فيجيب عليها ( نعم أني محامي في القضايا المدنية أني احتجتي لأي مساعدة فأني أكون بمساعدتك ) شكرت لطفه و استأذنت منه للرحيل .. فأدارت زر التشغيل ( هكذا تحدث الأشياء الجميلة سريعة وغير متوقعه و أنها لا تُهمل فرصة لتفكير لتجد نفسك

مسيرا لها لا مخيرا .. قد أكون على موعدا مع قدري.. لا أعلم .. لكني سعيدة بحدوثه


....يتبع

هناك ١٣ تعليقًا:

lawyer يقول...

اقولج شي تستغربينه
قريت بوستج 3 مرات

مرا اعجاب

مرا ذهول

و ثالثه ابحث فيها عن نفسي

اذا قلت لج ان صارلي نفس هذا الموقف بالتفصيل تصدقيني


بس ماكان اسمه خالد

كان اسمه غير
و كنت في
ميونخ
مو باريس

و رديت عليه
انا بعد محاميه :)

عــــــابره يقول...

أذهلتني ..لوير ماتوقعت اني قاعده اكتب موقف صار لج .. سبحااااااان الله

حيــل انا مذهوله .. كاني قاعده اشوف فليم


صدقيني قصتي من خيالي ... اكيد مصدقتك حبيبتي

:)

غير معرف يقول...

يا إلهي

حقاً سردك جميل للكلمات بلا تكلف أو صف للجمل والانطباعات
أعجبني حقاً هذا المقطع
""لقد شعرت بسحر الليالي الشرقية بعينك""
لا أدري لم دخلت هذه الجملة لقلبي
قلم رائع أتمنى له الأفضل
يسرني متابعة كلماتك

عــــــابره يقول...

فليسوف

تواجدك في مدونتي اسعدني جداااا

اشكرك على كلماتك الرائعه

دمتم متواصلاا

Dana__23 يقول...

كلام جميل ماشاءالله يدل على ذوقج الراقي :)
وخيالج واسع وحلو والله :)
دمتي بود :)

عــــــابره يقول...

دانا

مشكوره حبيبتي على كلامك

واتمنى تواصلك الدائم لمدونه

ReD Lady™ يقول...

5yaalg 7da nice oo 3jbnee eslobg ;)

nice story ..

عــــــابره يقول...

red lady

مشكوره حبيبتي على كلامك

وان شالله تتابعها للنهايه :)

واكسبك قارئه للقصه :)

جنون إحساس يقول...

متابعه وبشده
أسلوب رائع وجذاب

:)

عــــــابره يقول...

اهلين جنون إحســـاس

منوره المدونه بمرورك

دمتي متواصله

:)

أُكتب بالرصاص يقول...

الموهوب موهب

وبصراحة سردك وتوصيلك للاحساس عالي جدا
لدرجة اني حسيت اني عايش مع الشخصية

برافو
عليك

تحياتي إلك

AHAMAD TABAAJI يقول...

السلام عليكم

يسعد صباحك ومساك الله بالخير

الصراحة ابدعتي وتميزتي بسرد قصة لم اجد مايشابهها من قصص الدراما

تميزت قصتك الرائعة بالالقاء المتميز الذي ادخلني جو واحسست اني عايش وسط خيالك الواسع

وكم تحمست مع القصة عندما خان خالد الحبيبة ليلى بعدما احبته من كل قلبها وهو كان مجاملا لها

كم اقول في حقك الكثير والكثير ومهما قلت لن اوفي

غير اني اقول لك استمري

فأن عطاء قلمك لن يتوقف بااذن الله

تحياتي لك

عــــــابره يقول...

اكتب بالرصاص

تشرفت المدونه في تعليقك واسعدني مرورك و تواجدك

امير الشوق

الصديق الجديد في عالم المدونات

شكرا على كلامك و اسعدني تواجدك